٢٠٢٠: عام الحوسبة السحابية
بدأت الحوسبة السحابية تقود ثورة تكنولوچيا المعلومات في العقد الأخير ، حيث غيرت طريقة عمل أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات بشكل كامل ، وقد تم تبني الكلاود بواسطة علامات تجارية رائدة كما أُنشئت شركات تابعة لكلاود مثل أمازون ونتفليكس وفيسبوك .
ترسخ سوق الحوسبة السحابية عام ٢٠١٠ عندما أصدر عمالقة التكنولوچيا مايكروسوفت وجوجل وخدمات أمازون ويب فروع الكلاود التابعة لهم ، وفي العام نفسه تم تأسيس OpenStack تلك المنصة الرائدة في البرمجيات السحابية مفتوحة المصدر مما دعم انبثاق التقنيات التي تعمل بواسطة الكلاود .
ولقد تغير مفهوم الحوسبة السحابية بمرور السنين نتيجة للنمو السريع لحوسبة الحافة edge cloud وكلاود الهجين hybrid cloud ، ووفقًا لموقع Statista ازداد الإنفاق على الحوسبة السحابية بمعدل خمسة أمثال خلال العقد الأخير ، حيث بدأ ب٧٧ مليار دولار ومن المتوقع أن يصل إلى ٤١١ مليار دولار في عام ٢٠٢٠ .
إن نسبة المشاريع التي تستخدم منصة الكلاود حاليًا لا تتعدى
٥٠% وفقًا لموقع فوريستر ، إلا أن البحوث الأخيرة تشير إلى أن صناعة الخدمات
المالية تبحث في تبني تقنيات الحوسبة السحابية ، وبازدياد المنافسة سوف تسعى حوالي
٦٠% من شركات الخدمات المالية نحو تطبيق تقنية الحوسبة السحابية وسوف يمثل ذلك أولوية
تجارية لهم بدءًا من العام الجديد .
وأحد أهم الأسباب التي أدت إلى بطء تبني الشركات للحوسبة
السحابية هو الأمان ، حيث أشار ثلثا محترفي تكنولوچيا المعلومات إلى أن قلقهم
الأساسي حيال تبني الكلاود هو الأمان ، لذا يمثل الأمان هدف صناعة الحوسبة
السحابية الأساسي في السنوات القادمة ، فبإيجاد حلول جديدة للتطابق والتحكم
بالبيانات لن يبقى هناك سبب وجيه للشركات التي لم تنتقل إلى كلاود ، وذلك باستخدام
تعلم الآلة والتحليل التنبؤي والذكاء الاصطناعي .
ستعيد حوسبة الحافة تشكيل كلاود
نظرًا لازدياد طلبات الوصول الفوري إلى موارد الحوسبة والبيانات
لخدمة عملائهم ، أصبح البحث يزداد بشكل كبير عن حوسبة الحافة ، حيث تقوم حوسبة
الحافة بتوجيه عمليات معينة بعيدًا عن مراكز البيانات المتمركزة نحو نقاط في
الشبكة القريبة من المستخدمين والأجهزة والمجسات .
وتعد حوسبة الحافة ضرورية للغاية لإنترنت الأشياء Internet of Things حيث يتطلب تجميع ومعالجة كميات كبيرة من البيانات بشكل فوري وبمعدل
تأخير منخفض ، كما تساعد حوسبة الحافة إنترنت الأشياء في تقليل تكاليف الاتصال
وذلك عن طريق إرسال المعلومات الأكثر أهمية فقط إلى الكلاود ، ولا تعتبر حوسبة
الحافة المرحلة النهائية للحوسبة السحابية بل هي مجرد مرحلة واحدة في ثورة كلاود
يتم تبنيها بشكل سريع في مختلف الصناعات .
بدخولنا عام ٢٠٢٠ سوف نرى ازديادًا في تبني الحاويات Containers وهي التقنية التي تمكّن المطورين من إدارة ونقل أكواد البرمجيات إلى الكلاود
، حيث تظهر البحوث الحديثة أن ثلث المشاريع حاليًا يختبر الحاويات بالفعل بهدف
استخدامها في تطوير البرمجيات ، كما يُتوقع بأن سوق الحاويات سوف يبلغ ٢ .٧ مليار
دولار في ٢٠٢٠ بمعدل زيادة سنوي يقدر ب٤٠% .
وبالنسبة للمشاريع التي تستخدم بنية الكلاود المتعدد تسمح
الحاويات بالنقل بين خدمات أمازون ويب وأزور وجوجل كلاود كما تقوم بضبط استراتيچيات
العمليات التطويرية DevOps بهدف تسريع إنتاج البرمجيات .
باستخدام الحوسبة عديمة الخادم ستتمكن الكلاود من إدارة وتنفيذ
الأكواد عندما يتطلب الأمر ذلك فقط ، وتعبئتها أثناء تشغيل الكود فقط ، وبواسطة
هذه التقنية لن يكون هناك داعٍ بالنسبة للشركات للقلق حيال إمداد وصيانة الخوادم .
وقد اكتسبت الحوسبة عديمة الخادم شعبية عامة عام ٢٠١٤ عندما
أصدرت خدمات أمازون ويب لامدا خلال مؤتمرهم ، كما جذبت انتباهًا أكبر مؤخرًا عندما
أعلنت خدمات أمازون ويب عن مشروعها مفتوح المصدر Firecracker
ويُعتَقَد أن الحوسبة عديمة الخادم سوف تمثل واحدة من أكبر
تطورات الحوسبة السحابية ، إلا أن الانتقال إلى البنية التحتية عديمة الخادم ما
زال يتطلب تعديلًا شاملًا .
نمو البرمجيات مفتوحة المصدر
إن البرمجيات مفتوحة المصدر في أشهر مراحلها حاليًا فهناك
عدد متزايد من المنظمات التي تدمج البرمجيات مفتوحة المصدر في عمليات تكنولوچيا
المعلومات التي تجريها أو تبني مشاريع كاملة حولها .
وتوفر الحوسبة السحابية نظامًا بيئيًا مناسبًا لازدهار
البرمجيات مفتوحة المصدر ، إذ أنها تتضمن كمية ضخمة من التشغيل الآلي لأدوات
العمليات التطويرية ومنصات البنية التحتية مفتوحة المصدر مثل أوبن ستاك وكوبرنيتيس
وهو ما يدعم التبني المتزايد للبرمجة مفتوحة المصدر .
https://www.comparethecloud.net/articles/2020-the-year-of-cloud
